النور الخالد
فالسيرة عند مؤلف الكتاب حضور دائم لا يغيب، يعايش أحداثها المباركة في فكره ووجدانه، ويمتلئ بها حسُّه وشعوره، إنها نبض القلب، وخفق الجنان، إنها تشكل عقله، وتنظم فكره، فتنعكس عنه سلوكاً محمديّ البصمة، وسنناً يحرص على أن يشكل منها واقعه وواقع الناس. وسيرى قارئ هذا الكتاب كيف أكثر المؤلف من الوقوف عند المنعطفات الكبرى في السيرة وكيف زاد من تأملاته في أحداثها الخطيرة. وأشبعها فحصاً ودراسة، واستخلص منها العبر والعظات، واستنبط الدروس ورَتَّبَ المهم لحياتنا الحاضرة وما هو أكثر أهمية، وما هو ملحٌّ وأكثر إلحاحاً، وأشار إلى التوافق بين سنته صلى الله عليه وسلم والسنّة الكونية، وكيف أكدت السنة على الحيطة والحذر والأخذ بالأسباب في صغير الأمور وكبيرها، وكيف جاءت السيرة موافقة لها. فالنجاح -كما تؤكد السنة- قمينٌ بِمَنْ يعقل ويتوكل لا بِمَنْ يتوكل ولا يعقل. كل هذه الأمور سيجدها القارئ في هذا الكتاب مؤطرة بِإطارٍ روحيٍ عالٍ، وبعقلانية موزونة لا إفراط فيها ولا تفريط.
|
0 التعليقات :
إرسال تعليق